من حق كل من ساهم فى بناء مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح أن يفخر باسهامه فى إخراج هذين الصرحين الكبيرين للوجود.. ومن حق التليفزيون المصرى أن يحتفظ بهذا الانجاز ويجعل الإعلان عن مواقيت الصلاة طوال اليوم بإذاعة الأذان من مسجد الفتاح العليم، وهو ما جعل كل القنوات التليفزيونية تحذو حذو ماسبيرو فى هذا الخصوص.. ومن حق معظم الصحف أن تنقل تفاصيل خطبة الجمعة من مسجد الفتاح العليم التى يلقيها الدكتور أسامة الأزهرى.. ولكن ليس من حق التليفزيون الرسمى ولا القنوات الفضائية الخاصة، وليس من حق الصحف التعامل مع مسجد الفتاح العليم باعتباره المسجد الوحيد فى مصر المحروسة الزاخرة بمساجدها فى مدنها ومراكزها وقراها ونجوعها من أسوان للاسكندرية ومن السلوم وواحة سيوة للخارجة والداخلة فى الوادي الجديد، من حق من يريد الإعجاب بصوت مؤذن مسجد الفتاح العليم، ولكن ليس من حقه أن ينسى أن الاذان رفع بصوت عشرات بل ومئات من عمالقة التلاوة والابتهال، والذين كانت القنوات تذيع الأذان بصوتهم للإعلان عن مواقيت الصلاة قبل افتتاح مسجد الفتاح العليم.. بل إن القنوات التى كانت تعلن عن مواقيت الصلاة بإذاعة الأذان المسجل من الحرم المكى استبدلت ذلك بإذاعة الأذان من مسجد الفتاح العليم.
حتى وقت قريب كان يتم نقل صلاة الجمعة، تليفزيونيا واذاعيا، من كل أنحاء مصر.. جمعة من قنا بمناسبة مولد سيدى عبدالرحيم القناوى أو بمناسبة العيد القومى لمحافظة قنا...ومرة من بورسعيد.. ومرة من الإسكندرية .. ومرة من المنوفية بمناسبة افتتاح أو تجديد مسجد، ولكن الملاحظ أن البث التليفزيونى والاذاعى لصلاة الجمعة أصبح قاصرا على مسجد الفتاح العليم منذ افتتاحه (تم نقل الصلاة الجمعة قبل الماضية من مسجد الشرطة فى مناسبة الاحتفال بعيد الشرطة)
وأحسب بل وأكاد أجزم انه لم تصدر توجيهات عليا، وبوضوح أكثر توجيهات من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لوزارة الأوقاف أو لاتحاد الإذاعة والتليفزيون أو لإذاعة القرآن الكريم أو للفضائيات الخاصة بقصر إذاعة صلاة الجمعة من مسجد الفتاح العليم، أو قصر التنويه عن مواقيت الصلاة ببث الأذان المسجل من مسجد الفتاح العليم فقط ، واكاد أجزم بأن ذلك تم بمبادرة من القائمين على هذه الجهات، ربما فرحا بالمسجد الجديد وربما اعتقادا بأن ذلك سيستقبل بقبول حسن من المسئولين وعلى رأسهم فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذى بدت سعادته واضحة وهو يفتتح المسجد والكاتدرائية.
ربما المبالغة في الاحتفاء والاهتمام بمسجد الفتاح العليم، هو ما دفع أمام وخطيب المسجد الدكتور أسامة الأزهرى، للتأكيد على أن مسجد الفتاح العليم ليس بديلا للأزهر، وتاكيده على أن مسجد الفتاح العليم فرع للأزهر الشريف وغصن فى شجرته.. وأحسب أن أفضل رد على المشككين فى ذلك أن تعود الأمور إلى نصابها بالتعامل مع مسجد الفتاح العليم كواحد من آلاف المساجد في مصر ومئات منها ذات قيمة تاريخية ومعمارية ودينية رفيعة المستوى.. وأظن أن البعض لن يقدم على ذلك، إلا إذا تلقى تعليمات عليا بتنويع النقل التليفزيونى والاذاعى لصلاة الجمعة من مساجد مصر المختلفة وتنويع التنويه عن مواقيت الصلاة، كما كان الحال قبل افتتاح مسجد الفتاح العليم.. وأتمنى أن تبث صلاة الجمعة القادمة بمشيئة الله من الأزهر الشريف أو من مسجد ومدرسة السلطان حسن أو من جامع عمرو بن العاص أو من مسجد سيدنا الحسين أو مسجد سيدى أحمد البدوى فى طنطا أو سيدى إبراهيم الدسوقى فى دسوق أو من مسجد الصحابة فى شرم الشيخ أو من المسجد الكبير فى سندبسط زفتى غربية.. وأتمنى أن نسمع التنويه عن مواقيت الصلاة بصوت الشيخ محمد رفعت وصوت عبدالباسط عبدالصمد وصوت مصطفى إسماعيل وصوت نصر الدين طوبار وصوت النقشبندي وصوت محمد عمران وصوت الشيخ البحيرى وصوت الدكتور نعينع وصوت سعيد حافظ وصوت مؤذن الحرم المكى.
--------------------
بقلم: عبدالغنى عجاج